-->
كنوز كنوز

رحلات بدون رواد

رحلات بدون رواد 

رحلات بدون رواد 

ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻤﺮ ، ﻭﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻭﺿﻊ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ  ﻓﺈﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﺪﻯ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ، ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻋﺼﺮ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ؟ ﻫﺬﺍ ﺳﺆﺍﻝ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ. 
ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻫﻲ ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﻏﺰﻭ ﺍﻟﻘﻤﺮ ، ﻭﻭﺿﻊ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﻓﻀﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭ ﻫﺎ ﻓﺈﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ، ﻗﺪ ﺍﺗﺨﺬ ﺑﻌﺪﺍ ﺟﺪﻳﺪﺍ ، ﻭﻫﻮ ﺑﻌﺪ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﻳﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺣﺘﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ . ﻭﻳﻌﻨﻲ ﺫﻟﻚ ، ﺃﻥ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ، ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻀﻴﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﺃﺣﺪ ، ﺇﻻ ﻓﻲ ﺁﻓﺎﻕ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻏﺮﻳﺒﺔ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻔﻀﺎء . ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻟﻦ ﺗﺒﺪﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ، ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻗﺮﻳﺐ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ، ﺳﻮﻑ ﻳﺘﻴﺢ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺸﻜﻼﺗﻨﺎ . ﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ، ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ، ﻭﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ، ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ « ﻣﻀﻤﻮﻥ » ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻗﺮﺭﻧﺎ ﺑﻜﻞ . ، ﻣﺎﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺽ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺹ ﺣﻴﺤﺎ ، ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻧﺤﻦ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺘﺎﻝ ، ﻭﺿﻊ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﻓﻀﺎﺋﻴﺔ ، ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭ ﻟﻬﺎ ، ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ، ﻓﺴﻮﻑ ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ، ﻋﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﺳﺒﻖ ﺗﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻫﺎﻣﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﻯ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﺮﻥ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ، ﻭﺑﻴﻦ ﻗﺮﻧﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ، ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﺍﻟﻔﻀﺎء ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻤﺮ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺪﻳﻬﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ : ﻓﻔﻲ ، ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺘﺎ . ﻣﺤﺼﻮﺭﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﺸﻜﻼﺗﻪ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻳﻀﺎ ، ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺳﻜﺎﻧﻲ ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ، ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺮ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻣﺪﺓ ﻗﺮﻧﻴﻦ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻜﺸﻮﻑ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺆﺧﺮ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ، ﻟﻤﺪﺓ ﻗﺮﺗﻴﻦ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﻭﻥ . ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺠﺰﺕ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ، ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎء ؟ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻜﺸﻮﻑ ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎء ، ﻗﺪ ﺗﻤﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ، ﺇﺫﺍ ﻧﺤﻦ ﺍﻗﺘﺼﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ . ﻟﻘﺪ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ، ﺑﺤﻴﺚ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻲ ﺇﻻﻣﻜﺎﻥ ، ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺠﻤﻴﻊ ، ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ . ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﺇﻧﺠﺎﺯﻩ . ﻭﻗﺪ ﺟﺮﺕ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺃﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻫﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﻜﻮﻙ ) ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻭﺍﻹﻳﺎﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﻤﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﺔ ( - ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ . ﻭﺃﻋﻮﺩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﺲ ﺑﺴﻔﻨﻪ ﺍﻟﺜﻼﺙ . ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ، ﻣﺘﺎﺣﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ﻭﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ، ﺗﺘﻜﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ، ﺳﻮﺍء ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ . ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻳﻮﻣﻬﺎ ، ﻳﺸﺒﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﺍﻟﻔﻀﺎء . ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻘﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ، ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ، ﻭ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺗﻄﻮﺭ ﺭﺣﻼﺕ ﺍﻟﻔﻄﺎء ، ﺍﻟﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

كنوز

2020